KOC2000
20-08-2007, 11:09 AM
السلام عليكم
بدأ اليوم، السبت 18-8-2007 الساعة 12 ظهرا عندما أيقظتني زوجتي بعد نوم لا يزيد عن ساعتين على آلم شديد عندها... في بداية الأمر اعتقدت أنه آلم عادي من آلام الحمل في الأشهر الأخيرة وقالت لي زوجتي أنها بحاجة للذهاب إلى الطبيب فقلت لها اذهبي مع أمي أو أمك فهما موجودتان معك، ولا أعتقد أنه آلم الولادة لأن الطبيب قال إن موعدك أخر الشهر... إلا أن بدأت تتألم أكثر، الأمر الذي جعلني أفيق فجأة من نومي وكأني أتممت نومي وزيادة..
أخذت حمام وبدلت ملابسي وبدأت الرحلة..
ذهبنا إلى المستشفي لنرى الدكتور (الشاطر) الذي تلد عنده كل نساء العائلة، حوالي الساعة الواحدة أو الثانية ظهرا.. لنجد أن الطبيب كالعادة مشغول جدا وعنده عشرات الحالات في الانتظار، وسألناهم ما العمل فعلى ما يبدو أن زوجتي على وشك الوضع، وهنا تم الكشف عليها وقالت لنا الممرضة "لسة بدري، لما يزيد الطلق"، وقررنا الذهاب إلى بيت خالتي لأنه الأقرب إلى المستشفى وذهبنا فعلا (وطلعنا ال 7 طوابق مشى).... من أسوء الأشياء التي تقابلك في حياتك أن ترى من تحب يتآلم أمام عينيك ولا تستطيع فعل أي شيء غير المواساة التي تفقد معناها بعد فترة قصيرة، زوجتي تتآلم ويزداد الآلم دقيقة تلو الأخرى وأنا أشاهدها وكل ما أستطيع فعله هو أن أمسك يدها وأمسح جبينها المتصبب عرقا وانظر للساعة التي بدأت تبطيء دقيقة بعد الأخرى.. وبعد مرور كام ساعة زهبنا إلى السمتشفى مرة أخرى وقالت ممرضة أخرى (لسة لما يبقى الطلق كل دقيقتين)، ورجعنا منزل خالتي (وطلعنا ال 7 طوابق مشى تاني).. وهنا مسكت الموبايل وفضلت أعد الثواني واحسب الطلق بيقى كل كام دقيقة... إلى أن وصلت الساعة إلى الثانية عشؤ بعد منتصف الليل وبدأت زوجتي بالتقيؤ، العلامة التي تشير الى أنه الموعد، وسمعتهم بيقولوا "أهو القرن".. اتصلنا بالمستشفى (تعبنا من المرواح والمجي كل شوية) لكن كانت جميع المحاولات فاشلة، إلى أن قررت زوجة ابن خالتي أن تذهب إلى المستشفى بنفسها لتسألهم إن كان الوقت قد حان، وذهبت فعلا واتصلت وقالت "تعالوا دلوقتي".. قلت أخيرا الحمد لله، وكل همي أن يحل الآلم عن زوجتي.
ذهبنا مرة ثالثة إلى المستشفى وتم الكشف وكانت النتيجة (لسة على الفجر كدة إن شاء الله).. الأمر الذي تعبنا جميعا، ورجعنا إلى منزل خالتي مرة أخرى (وطبعا طلعنا ال 7 طوافق برضه)، وهنا بدأت أقد اعصابي ولم أستطع تحمل رؤيتها تتآلم بل وأقوم بعد أوجاعها وحساب توقيتها، وقررت الذهاب إلى الغرفة المجاورة فربما أستطيع الراحة ساعتين قبل الفجر، ليست راحة من قلة النوم ولكن راحة من آلام زوجتي التي بدأت أشعر بها لا أعلم كيف ولكن بدأت أحس بتعب غريب في قلبي وضيق في صدرى كاد يقتلني (قلت النوم هو الحل)... وياريتنى مانمت... حسيت إني في دنيا غير الدنيا مش فاهم أنا صاحي ولا نايم مش عارف في أيه حاجات مرعبة بتحصل وبتخضني.. فضلت في الموضوع ده لحد الساعة 3:40 صباحا وأخيرا قدرت أفوق من اللى انا فيه ده واحساس بتكسير في جسمي كله، لكن صوت أهات زوجتي نساني كل حاجة ورجعت إلى حساب أوقات الوجع مرة أخرى إلى أن أصبح كل دقيقتان وهنا ذهبنا إلى المستشفى للمرة الأخيرة، وبعد الكشف "لسة حوالي ساعة" ولكن هذه المرة بقينا في المستشفى فهي لا تحتمل الذهاب والعودة مرة أخرة. وأذن المؤذن لصلاة الفجر ونزلنا أنا وابن خالتي الذي للصلاة وأكثرت من الدعاء لها بالشفاء والرحمة.. عدنا وبدأ الآلم يزاد بشدة رهيبة وصرخات وكلمات زوجتي التي جعلتني أبكي عليها وأفقدتني أعصابي تماما لدرجة أفقدتني شعوري وبدأت أتعصب بشدة على من في المستشفى بل واتهامي لهم انهم عديمي الإحساس والخبرة ولم أستطع تحمل كل هذه الساعات الذين يقولون عليها ساعة تلو الأخرة فالعقارب لا تتحرك والزمن متوقف، والمستشفى هادي والكل نيام،مما جعلني أعتقد (إنهم ركننا شوية عشان يناموا بقى) ولا أسمع شيء سوى صرخات زوجتي من شدة آلامها التي أحسست بأنها ستقتلها في الوقت الذي يحاول فيه الجميع تهدئتي و اقناعي بأن الأمر طبيعي (وبكل بساطة كدة يقولولي، ماتقلقش وماتخفش لسة شوية كمان وان شاء الله تدخل العمليات).. طب فين الدكتور، الدكتور نايم (وطبعا أنا فكرت انه بقى مش نايم وبيشخر ولا حاسس بالناس ولا هو دكتور ولا نيلة، ده شكله بقال). وبدأ تراودني الشكوك بأننا وثقنا وجئنا المكان الخطأ، ولم أستطع الصمود أكثر من ذلك ولم يعد لدي من الأعصاب باقى لدرجة إني صرخت في زوجتي نفسها وهي المسكينة في شدة آلامها، نزلت جري إلى الشارع ونزل خلفي ابن خالتي يحاول تهدأتي ولكن لا حياة لمن تنادي، تمشيت قليلا وجلست على مقهى وفكرت ماذا أشرب وطلبت شاي، بالرغم من أني لا أشربه مطلق ولا يعجبني أبدا، ولكني أحسست بأني أريد معاقبة نفسي لسبب ما.. وبعد حوالي نصف ساعة رجعت إلى المستشفى ولكن كان الحال كما هو عليه، ولعصبيتي وتأزيمي الأمور اقترح على ابن خالتي أن ننزل ونترك النساء سويا فلا داعي للقلق فهو مر بنفس التجربة مرتان، وفضلت ألف حوالين نفسى شوية كمان في انتظار كمان ساعة تعدي ةبرضه قالوا لسة، وماقدرتش أقعد، نزلت وماعرفتش أروح فين النهار طلع والشوارع بدأت بالازدحام وانا شكلي صعب ودموعي في عنيا ومش عايز حد يشوفني كدة.. المهم ذهبت إلى منزل خالتي ودخلت سريعا على الغرفة الداخلية، وكانت خالتي تحضر الفطار إلى أحفادها، واحضرت لي كوب من اللبن "اشرب يا حبيبى أي حاجة تسند طولك"، ولكن من هذا الذي يستطيع الأكل أو الشرب أو حتى مجرد التفكير بهم في مثل هذه الظروف.. ولم تمر ربع ساعة إلى أن اتصل بي ابن خالتي يسألني أين أنا "أيه يا احمد انت فين، تعالى املا البيانات، المدام دخلت العمليات".. نزلت أجرى في الشارع ولا أعلم كيف وصلت إلى المستشفى لأجد الجميع في الطرقة أمام غرفة العمليات يباركون لي، فقد وضعت زوجتي الجنين "تعالى يا سيدي اسمع صوت ابنك" شعرت وكأني انزاح من على صدري الهرم الأكبر وامتلكني شعور أغرب بالقلق الشديد على زوجتي فأنا لا أسمع صوتها وظللت منظر أمام الغرفة في قمة التوتر أتسأل ماذا يحدث بالداخل وأين هي ولما لم تخرج حتى الآن إذا تم الوضع... إلى أن تم فتح الباب الخارجي وخرت الممرضة تتطلب ملابس المولود وسألتها كيف هي وقالت "الحمد لله بخير وزي الفل"، وماذا عن المولود، قالت "هاتسمع صوته حالا" وبعد دقيقتان بدأ ولدي بالبكاء وبدأت أشعر بارتياح نوعا ما.. وبدأت البهجة تحل على الجميع ودموع الفرحة في تملأ عيني أمي، أخذتها في حضني وانتابني شعور غريب بالبكاء ولكني لم أظهره أمامهم فلا أحب أن يراني أحدا أبكي حتى ولو من الفرحة.. نظرت في وجوه الجميع التي امتلأت بالبهجة معي، الوجوه التي كان يبدوا عليها الإرهاق من قلة النوم والتعب، أبي الذي رفض الرجوع إلى البيت للراحة ولا زوج خالتي الذي لم يفارقنا للحظة ولا حتي ابن خالتي الذي جاء من عمله الساعة الثالثة صبحا إلى المستشفى أو زوجته التي لم تفارق زوجتي هي وزوجت أخي طيلة اليوم العصيب... ها هي الساعة الثامنة والنصف تقريبا ساعة من أسعد ساعات عمري... خرجت الممرضة وهي تحمل ولي العهد ووضعته بين يدي وانا كلي خوف من أن أمسكة فهو أصغر مولود حملته (طبعا لسة مولود من دقايق)، وأخذته والدتي ليأذن له زوج خالتي ويكبرون له في أذنه... وحملته أنا بعدها مستغربا الموقف، ما هذا، لقد أصبحت أب وها أنا أحمل طلفي، جزء مني يتحرك بين يدي (وإلى هذا الساعة التي أكتب فيها الرسالة، ماذلت مستغربا الأمر shiny ).. خرجت زوجتي من غرفة العمليات، تحت تأثير المخدر.. ظللت أحدثها وأقبل يديها وأريدها أن تستيقظ لترى طفلها، ثمرة تعبها كل هذه الشهور.. أفاقت بعد حوالي نصف ساعة وقلت لها "شايفة العسل ده؟" وبعد كل هذا العذاب رأيت على وجهها أجمل إبتسامة وأحسست داخلها فرحة ما بعدها فرحة، فهاهو ولي العهد سبب كل هذا العذاب يخرج إلى نور الدنيا لينير علينا دنيتنا ويملىء بيتنا بهجة... وبعد دقائق جاء الطبيب ليطمئن عليهم... وسمح بالخروج... وذهبنا إلى بيتنا مباشرة...
الحمد والشكر لله كثيرا، رزقني ب آدم.
أحسست برغبة شديدة في كتابة ذكرى هذا اليوم وأردت أن أشارككم فرحتي فكتبت هذا الموضوع.
اعذروني في الإطالة عليكم، ولكن اعلموا ان الكلام مختصر جدا فعلا فاليوم لا يمكن وصفة كتابة..
أروح أنا بقى عشان أحط قطرة العين للباشمهندس آدم.
الله الموفق.
والسلام عليكم.
بدأ اليوم، السبت 18-8-2007 الساعة 12 ظهرا عندما أيقظتني زوجتي بعد نوم لا يزيد عن ساعتين على آلم شديد عندها... في بداية الأمر اعتقدت أنه آلم عادي من آلام الحمل في الأشهر الأخيرة وقالت لي زوجتي أنها بحاجة للذهاب إلى الطبيب فقلت لها اذهبي مع أمي أو أمك فهما موجودتان معك، ولا أعتقد أنه آلم الولادة لأن الطبيب قال إن موعدك أخر الشهر... إلا أن بدأت تتألم أكثر، الأمر الذي جعلني أفيق فجأة من نومي وكأني أتممت نومي وزيادة..
أخذت حمام وبدلت ملابسي وبدأت الرحلة..
ذهبنا إلى المستشفي لنرى الدكتور (الشاطر) الذي تلد عنده كل نساء العائلة، حوالي الساعة الواحدة أو الثانية ظهرا.. لنجد أن الطبيب كالعادة مشغول جدا وعنده عشرات الحالات في الانتظار، وسألناهم ما العمل فعلى ما يبدو أن زوجتي على وشك الوضع، وهنا تم الكشف عليها وقالت لنا الممرضة "لسة بدري، لما يزيد الطلق"، وقررنا الذهاب إلى بيت خالتي لأنه الأقرب إلى المستشفى وذهبنا فعلا (وطلعنا ال 7 طوابق مشى).... من أسوء الأشياء التي تقابلك في حياتك أن ترى من تحب يتآلم أمام عينيك ولا تستطيع فعل أي شيء غير المواساة التي تفقد معناها بعد فترة قصيرة، زوجتي تتآلم ويزداد الآلم دقيقة تلو الأخرى وأنا أشاهدها وكل ما أستطيع فعله هو أن أمسك يدها وأمسح جبينها المتصبب عرقا وانظر للساعة التي بدأت تبطيء دقيقة بعد الأخرى.. وبعد مرور كام ساعة زهبنا إلى السمتشفى مرة أخرى وقالت ممرضة أخرى (لسة لما يبقى الطلق كل دقيقتين)، ورجعنا منزل خالتي (وطلعنا ال 7 طوابق مشى تاني).. وهنا مسكت الموبايل وفضلت أعد الثواني واحسب الطلق بيقى كل كام دقيقة... إلى أن وصلت الساعة إلى الثانية عشؤ بعد منتصف الليل وبدأت زوجتي بالتقيؤ، العلامة التي تشير الى أنه الموعد، وسمعتهم بيقولوا "أهو القرن".. اتصلنا بالمستشفى (تعبنا من المرواح والمجي كل شوية) لكن كانت جميع المحاولات فاشلة، إلى أن قررت زوجة ابن خالتي أن تذهب إلى المستشفى بنفسها لتسألهم إن كان الوقت قد حان، وذهبت فعلا واتصلت وقالت "تعالوا دلوقتي".. قلت أخيرا الحمد لله، وكل همي أن يحل الآلم عن زوجتي.
ذهبنا مرة ثالثة إلى المستشفى وتم الكشف وكانت النتيجة (لسة على الفجر كدة إن شاء الله).. الأمر الذي تعبنا جميعا، ورجعنا إلى منزل خالتي مرة أخرى (وطبعا طلعنا ال 7 طوافق برضه)، وهنا بدأت أقد اعصابي ولم أستطع تحمل رؤيتها تتآلم بل وأقوم بعد أوجاعها وحساب توقيتها، وقررت الذهاب إلى الغرفة المجاورة فربما أستطيع الراحة ساعتين قبل الفجر، ليست راحة من قلة النوم ولكن راحة من آلام زوجتي التي بدأت أشعر بها لا أعلم كيف ولكن بدأت أحس بتعب غريب في قلبي وضيق في صدرى كاد يقتلني (قلت النوم هو الحل)... وياريتنى مانمت... حسيت إني في دنيا غير الدنيا مش فاهم أنا صاحي ولا نايم مش عارف في أيه حاجات مرعبة بتحصل وبتخضني.. فضلت في الموضوع ده لحد الساعة 3:40 صباحا وأخيرا قدرت أفوق من اللى انا فيه ده واحساس بتكسير في جسمي كله، لكن صوت أهات زوجتي نساني كل حاجة ورجعت إلى حساب أوقات الوجع مرة أخرى إلى أن أصبح كل دقيقتان وهنا ذهبنا إلى المستشفى للمرة الأخيرة، وبعد الكشف "لسة حوالي ساعة" ولكن هذه المرة بقينا في المستشفى فهي لا تحتمل الذهاب والعودة مرة أخرة. وأذن المؤذن لصلاة الفجر ونزلنا أنا وابن خالتي الذي للصلاة وأكثرت من الدعاء لها بالشفاء والرحمة.. عدنا وبدأ الآلم يزاد بشدة رهيبة وصرخات وكلمات زوجتي التي جعلتني أبكي عليها وأفقدتني أعصابي تماما لدرجة أفقدتني شعوري وبدأت أتعصب بشدة على من في المستشفى بل واتهامي لهم انهم عديمي الإحساس والخبرة ولم أستطع تحمل كل هذه الساعات الذين يقولون عليها ساعة تلو الأخرة فالعقارب لا تتحرك والزمن متوقف، والمستشفى هادي والكل نيام،مما جعلني أعتقد (إنهم ركننا شوية عشان يناموا بقى) ولا أسمع شيء سوى صرخات زوجتي من شدة آلامها التي أحسست بأنها ستقتلها في الوقت الذي يحاول فيه الجميع تهدئتي و اقناعي بأن الأمر طبيعي (وبكل بساطة كدة يقولولي، ماتقلقش وماتخفش لسة شوية كمان وان شاء الله تدخل العمليات).. طب فين الدكتور، الدكتور نايم (وطبعا أنا فكرت انه بقى مش نايم وبيشخر ولا حاسس بالناس ولا هو دكتور ولا نيلة، ده شكله بقال). وبدأ تراودني الشكوك بأننا وثقنا وجئنا المكان الخطأ، ولم أستطع الصمود أكثر من ذلك ولم يعد لدي من الأعصاب باقى لدرجة إني صرخت في زوجتي نفسها وهي المسكينة في شدة آلامها، نزلت جري إلى الشارع ونزل خلفي ابن خالتي يحاول تهدأتي ولكن لا حياة لمن تنادي، تمشيت قليلا وجلست على مقهى وفكرت ماذا أشرب وطلبت شاي، بالرغم من أني لا أشربه مطلق ولا يعجبني أبدا، ولكني أحسست بأني أريد معاقبة نفسي لسبب ما.. وبعد حوالي نصف ساعة رجعت إلى المستشفى ولكن كان الحال كما هو عليه، ولعصبيتي وتأزيمي الأمور اقترح على ابن خالتي أن ننزل ونترك النساء سويا فلا داعي للقلق فهو مر بنفس التجربة مرتان، وفضلت ألف حوالين نفسى شوية كمان في انتظار كمان ساعة تعدي ةبرضه قالوا لسة، وماقدرتش أقعد، نزلت وماعرفتش أروح فين النهار طلع والشوارع بدأت بالازدحام وانا شكلي صعب ودموعي في عنيا ومش عايز حد يشوفني كدة.. المهم ذهبت إلى منزل خالتي ودخلت سريعا على الغرفة الداخلية، وكانت خالتي تحضر الفطار إلى أحفادها، واحضرت لي كوب من اللبن "اشرب يا حبيبى أي حاجة تسند طولك"، ولكن من هذا الذي يستطيع الأكل أو الشرب أو حتى مجرد التفكير بهم في مثل هذه الظروف.. ولم تمر ربع ساعة إلى أن اتصل بي ابن خالتي يسألني أين أنا "أيه يا احمد انت فين، تعالى املا البيانات، المدام دخلت العمليات".. نزلت أجرى في الشارع ولا أعلم كيف وصلت إلى المستشفى لأجد الجميع في الطرقة أمام غرفة العمليات يباركون لي، فقد وضعت زوجتي الجنين "تعالى يا سيدي اسمع صوت ابنك" شعرت وكأني انزاح من على صدري الهرم الأكبر وامتلكني شعور أغرب بالقلق الشديد على زوجتي فأنا لا أسمع صوتها وظللت منظر أمام الغرفة في قمة التوتر أتسأل ماذا يحدث بالداخل وأين هي ولما لم تخرج حتى الآن إذا تم الوضع... إلى أن تم فتح الباب الخارجي وخرت الممرضة تتطلب ملابس المولود وسألتها كيف هي وقالت "الحمد لله بخير وزي الفل"، وماذا عن المولود، قالت "هاتسمع صوته حالا" وبعد دقيقتان بدأ ولدي بالبكاء وبدأت أشعر بارتياح نوعا ما.. وبدأت البهجة تحل على الجميع ودموع الفرحة في تملأ عيني أمي، أخذتها في حضني وانتابني شعور غريب بالبكاء ولكني لم أظهره أمامهم فلا أحب أن يراني أحدا أبكي حتى ولو من الفرحة.. نظرت في وجوه الجميع التي امتلأت بالبهجة معي، الوجوه التي كان يبدوا عليها الإرهاق من قلة النوم والتعب، أبي الذي رفض الرجوع إلى البيت للراحة ولا زوج خالتي الذي لم يفارقنا للحظة ولا حتي ابن خالتي الذي جاء من عمله الساعة الثالثة صبحا إلى المستشفى أو زوجته التي لم تفارق زوجتي هي وزوجت أخي طيلة اليوم العصيب... ها هي الساعة الثامنة والنصف تقريبا ساعة من أسعد ساعات عمري... خرجت الممرضة وهي تحمل ولي العهد ووضعته بين يدي وانا كلي خوف من أن أمسكة فهو أصغر مولود حملته (طبعا لسة مولود من دقايق)، وأخذته والدتي ليأذن له زوج خالتي ويكبرون له في أذنه... وحملته أنا بعدها مستغربا الموقف، ما هذا، لقد أصبحت أب وها أنا أحمل طلفي، جزء مني يتحرك بين يدي (وإلى هذا الساعة التي أكتب فيها الرسالة، ماذلت مستغربا الأمر shiny ).. خرجت زوجتي من غرفة العمليات، تحت تأثير المخدر.. ظللت أحدثها وأقبل يديها وأريدها أن تستيقظ لترى طفلها، ثمرة تعبها كل هذه الشهور.. أفاقت بعد حوالي نصف ساعة وقلت لها "شايفة العسل ده؟" وبعد كل هذا العذاب رأيت على وجهها أجمل إبتسامة وأحسست داخلها فرحة ما بعدها فرحة، فهاهو ولي العهد سبب كل هذا العذاب يخرج إلى نور الدنيا لينير علينا دنيتنا ويملىء بيتنا بهجة... وبعد دقائق جاء الطبيب ليطمئن عليهم... وسمح بالخروج... وذهبنا إلى بيتنا مباشرة...
الحمد والشكر لله كثيرا، رزقني ب آدم.
أحسست برغبة شديدة في كتابة ذكرى هذا اليوم وأردت أن أشارككم فرحتي فكتبت هذا الموضوع.
اعذروني في الإطالة عليكم، ولكن اعلموا ان الكلام مختصر جدا فعلا فاليوم لا يمكن وصفة كتابة..
أروح أنا بقى عشان أحط قطرة العين للباشمهندس آدم.
الله الموفق.
والسلام عليكم.