المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "خطبة الجمعة.. اسبوعيا انشاء الله "



لهب
05-06-2009, 01:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبكراته

العنوان يبين مضمون الموضوع.. في كل جمعة انشاء الله سوف نضع خطبة في هذا الموضوع

الخطبة في كل أسبوع توضع من قبل شخص لا على التعيين يعني اللي بده يكتب خطبة الأسبوع اللي بعده

يكلمني على الخاص

يا أخواني واخواتي الشكر.. لله عز وجل فلا نريد أن نملأ الموضوع بالشكر و هنالك من يستحق الشكر وهو الله سبحانه وتعاله

نبتدي انشاء الله اليوم بالخطبه وسوف توضع بعد صلاة الجمعه في كل سبوع.. " كلمات الأخ MrLonely "

دمتم في رعاية الله و حفظه

MrLonely
05-06-2009, 01:24 PM
تاريخ اليوم:- 5 - 6 - 2009

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذه محاضره للشيخ ابراهيم الدويش على قناه المجد واحببت ان انقلها لكم واسال الله ان يفيد بها

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد ،
معاشر الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زلنا مع تدبر القرآن والآية لهذه الحلقة هي الآية الثالثة والثلاثون من سورة النساء في قول الحق عز وجل " وَ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً " النساء (آية:36) أقف متأملا متعجبا مع هذه الآية كيف قارن الله تعالى حقه بحق الوالدين الله عز وجل في هذه الآية واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا أصل الأصول هذه قضية خلق من أجلها الخلق هذا هو حق الله على العباد فقال الله بعده مباشرة بحقه العظيم هذا الحق العظيم وهذا الأصل العظيم حق الأبوين وحق الوالدين وبالوالدين إحسانا فيا الله ما أشد غفلتنا عن هذه العبادة العظيمة فليس شيئا أعظم بعد التوحيد لقيامي حق الوالدين إنها وصية الله تعالى للأبناء فقال الله تعالى" وَ وَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً " الأحقاف (آية:15) وكما قال الحق عز وجل : " وَ وَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ " لقمان (آية:14) أي جهدا على جهد في الحمل ثم الولادة ثم العناية والرضاعة ثم التربية والرعاية أنشكر لي ولوالديك المصير يقول ابن عباس رضي عنهما لا يقبل الله الأولى حتى يعمل بقرينتها فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه أسمعتم معاشر الأبناء من شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه بل إن رضا الله تعالى مربوط برضا الوالدين فإن الله تعالى لا يرضى عن العبد حتى يرضى والداه عنه وقد أكد هذا المعنى الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد كما عندا لتلميذي إذا لا نعجب أيها الأبناء والبنات إنه دين الإحسان وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان أبوان ضعيفان شقيان شقيا حتى تسعد وسهرا لتنام وجاعا لتشبع وتجرع الألأم لترتاح أبوك يكدح في الليل والنهار وطول السنين والأعمار عليك يغار ويدفع عنك الأخطار وأما أمك فليس حقها واحد بل أمك وأمك وأمك حملتك كرها على كره ووهن على وهن تسعة أشهر تسكن في أحشائها وتتغذى من دمائها ولذا فقد حكم الله وأمر وأنزل للأبناء بالين والرفق والإحسان للآباء والأمهات بكل ما تحمله هذه المعاني من مقاصد ومعاني فتأمل ذلك النص القرآني كما أخبر الله تعالى فقال " فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ " الإسراء (آية:23) الوالدان بابان للجنة مفتوحان الوالدان بابان للجنة مفتوحان أما سمعتم موقف إياس ابن معاوية رحمه الله لما ماتت أمه بكى عند موتها قيل له أنت كيف تبكي وأنت الإمام فقال رحمه الله كلمة عجيبة والله إني لأعلم أن الموت حق ولكن كان لي الجنة بابان مفتوحان فأغلق أحدهما أغلق علي باب من أبواب الجنة أفهمتم أسمعتم معاشر الأبناء فإنه رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه قال من يا رسول الله قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة فمن أراد الجنة ومن أحب أن يمد له في عمره ومن أحب أن يمد له في عمره وأن يزاد له في رزقه فليبر والديه ويصل رحمه كما عند أحمد بسند صحيح في حديث الثلاثة أصحاب الغار قصة عجيبة للابن البار اسمعوا ذلك الرجل أحدهم يقول اللهم إنه كان لدي والدان شيخان كبيران وفتيتا صغار كنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم جلبت فلبأت بوالدي أسقيهما قبل بني أسقيهما قبل بني وإني إستأخرت ذات يوم فلم أتي حتى أمسيت فوجدتهما ناما فحلبت كما كنتا أحلب فقمت عند رأسيهما أكره أن أوقظهما وأكره أن أسقي الصبية قبلهما والصبية يتضغاون عند قدمي يبكون يصرخون جوعى عند قدمي حتى طلع الفجر فإن كنت فإن كنت تعلم فعلته ابتغاء وجهك فأفرج لنا فرجة من السماء قال ففرج له من السماء والحديث صحيح إنه الإحسان للآباء إنه الإحسان للآباء أي من يريد إجابة الدعاء لقد كانت حفصة تترحم على هذيل ابنها تدرون ما كان يعمل هذي هذا كان يعند لدى القصب فيقشره ويجففه في الصيف لأن لا يكون له دخان فعندما تستدفئ أو تستخدمه أمه لا يؤذيها ذلك الدخان يوقد عليه لتدفئ سبحان الله يخاف أن يؤذيها الدخان إن الإيمان يومي يتحرك في قلب الإنسان قال أنس ابن النظر استقت أم ابن مسعود ماء في بعض الليالي فذهب فجاءها بشربة فوجدها قد ذهب بها النوم فوقف بالشربة عند رأسها حتى الصبح مخافة أن تتنبأ تريد الماء وهو نائم قال أبو بكر ابن عياش ربما كنت مع أبي منصور ابن المتعمر في منزله جاسا فكانت تصيح به أمه وكانت فظة غليظة وتقول يا منصور يريدك ابن عبيره الوزير على القضاء فتأبى يعني كأنها توبخه على رفضه
وهو كما يقول أبو بكر ابن عياش وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها أبدا سبحان الله كان حيرة ابن فريح يقعد حلقته ليعلم الناس فتقول له أمه اسمعوا هذا الموقف تقول له أمه قم يا حيرة قم يا حيرة فألقي الشعير للدجاج وهو في الحلقة يعلم الناس قم ألقي الشعير للدجاج فيقوم ويقطع حلقة التعليم طاعة لها ويخشى أن يؤخر ذلك قليلا فيكتب عاقا لها في حلقة علم أمام الناس الشاب اليوم أوالفتاة قد تؤمر من أمها أو أبيها فتناديها مرة أو مرتين وثلاث وهي نعم سآتي سأحضر وقد لا تنفذ ولا تقوم بذلك الطلب أة استجابة ذلك النداء ابن عوف لما نادته أمه فأجابها ولكنه أجابها هذه المرة بصوت مرتفع فندم وأعتق رقبتين على هذا الفعل سبحان ربي ما أعظم برهم ما أرق قلوبهم ما أش خوفهم تاقت إلى الحور والفردوس أنفسهم فدللوا دربهم إلى الخلد تدليلا تضيقنا المر دنيانا وقد وجدوا طعم الإيمان معسولا قد أدخلوا جنة الدنيا فوا لهف ممن يقاسي الحرمان مشغولا أي والله كم من محروم من بره لأبويه للإحسان إليهما كم من محروم من هذين البابين للجنة مفتوحان أيها الإخوة والأخوات والله مهما كان صلاح الإنسان مهما كانت كثرة عبادته مهما كانت كثرة قيام ليله صدقته له مهما كان ذلك فإنها لا توازي يسير العروق فإن الله تعالى لم يتجاوز للعابد جريج احتجابه عن أمه عندما نادته وقد كان أعبد بني إسرائيل وأفضل أهل زمانه كشف بالكرامة خرقت له العادة قال للمولود وهو في مهده من أبوك قال الراعي ثم عوقب على ذلك لأنه لم يجب نداء أمه لأنه لم يجب نداء أمه فما الظلم من كان دونه بالفضل وفوقه بالعقوق والله المستعان صور عقوق الوالدين تتفاوت لا أريد أتحدث عن القتل والضرب والشتم ورفع الصوت عليهما وقد تحدثت عنه في حلقة مضت ولكن هناك صور يغفل عنها الكثير من الصالحين والخيرين والمحسنين والذين يريدون حقا القيام بالبر بآبائهم وأمهاتهم من هذه الصور مثلا حدة النظر إليهما إدخال المنكرات في بيتهما التخلي عنهما إحزانهما بتأجيل طلبهما أو نداءهما تأخير قضاء حوائجهما ترك السلام عليهما هجر الحديث معهما هجر الأكل والشرب معهما الانشغال بالقراءة والمهاتفة بالهاتف أو بالجوال عند لقاءهما قلة زيارتهما تقديم رضا الزوجة والأولاد عليهما إذا هذه صور صور من العقوق يغفل عنها الكثير من الناس اليوم كما أن هناك صور جميلة من البر يغفل عنها الكثير حتى ممن يحرصوا على البر بأن يحرص على كل ما يرضيهما أن يجتنب كل ما يسخطهما أن يحرص على إطعامهما أن يحرص على الجلوس معهما أن يحرص على الأقل الإكثار من الاتصال عليهما إن كان بعيد عنهما أن يقبل رأسيهما عند الخروج وعند الدخول أن يحرص على أن لا يعتذر عند طلبهما أن يبادر بالهدية لهما أن لا يسافر إلا بعد إذنهما حتى وإن كبر مهما بلغ فيه المنصب فهما أبوان يحزنان ويخافان على الابن والبنت ولذلك الإنسان حلي بالصالح أن يحرص على مثل هذه الصور البر ويكفي أخي أن عرفت هذا المعيار الحقيقي لقضية البر كما أخبر الله تعالى فقال :" فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً" الإسراء (آية:23) وعند ابن حبان أن جبريل عليه السلام قال : " يا محمد من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات دخل النار فأبعده الله قل أمين فقلت أمين " فيا معاشر الأبناء والبنات اتقوا الله في الآباء والأمهات اتقوا الله في الآباء والأمهات فإن برهم يكفر الذنوب والسيئات عن ابن عمر رجل آتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة هل لي توبة فقال هل لك من أم قال لا قال هل لك من خالة قال نعم قال فبرها " والحديث رواه الترمذي وأحمد ابن ماجة وحسنه الألباني كما في صحيح ابن ماجة قال الإمام أحمد رحمه الله بر الوالدين كفارة الكبائر فيا معاشر المعلمين والمعلمات المربين والمربيات ذكروا الأبناء والبنات بحقوق الآباء والأمهات في مثل هذا الزمن يا من تحملون أمانة الإعلام إي البرامج أي الحملات من أجل حقوق الآباء والأمهات وأنتم معاشر الآباء والأمهات الله الله بتربية الأبناء الإيمان القرآن ادعوا لهم بالصلاح دعوة الوالد والوالدة على ولده لا ترد وكونوا قدوة لهم بالصلاح والاستقامة كما قال تعالى وكن أبوهما صالحا عاملوهما باللين والرفق لا تفرقوا بينهم في العطية أو تفضلوا بعضهم على بعض أحسنوا إلى بناتكم وإلى أبنائكم ليحسن لكم أبناءكم وانتم أيها الأبناء قوموا اليوم بالذي عليكم يأتيكم غدا الذي لكم والجزاء من جنس العمل نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم البر بآبائنا وأمهاتنا وأن يعيننا على برهما والقيام بحقهما وأن يرزقنا رضاهما رضاه ورضاهما سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


الدعــــــاء

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، وألِّف بين قلوبهم يارب العالمين. اللهم إنّا عبيدك وأبناء عبيدك، وأبناء إمائك نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في محكم كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وجلاءَ غمومنا، وهمومنا وأحزاننا، وأن ترفع هذه الشدة عنا يا أكرم الأكرمين، وأن تكفينا ما أهمنا وأنت أعلم بما نزل بنا يا مولانا يا رحمان يا رحيم، اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، ونسألك بذل عبوديتنا لك، ونسألك بعظيم افتقارنا إليك، ونسألك بأنك مولانا الذي لا مولى لنا سواه، ونسألك اللهم بحبك لعبادك الصالحين الذين أحببتهم فأحبوك، أن لا تخيب آمالنا فيما توجهنا به إليه يا رب العالمين وأن لا تشمت بنا أعداءنا وأعداءك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك أن لا تقطع عنا سحائب مننك وإكرامك، اللهم إنا عطاش فأكرمنا برحمتك التي وسعت كل شيء واسقنا الغيث، اسقنا الغيث، اسقنا الغيث، يامغيث، اللهم إنا نسألك بذلك عبوديتنا لك، ونسألك اللهم بالشباب الوافدين إليك الذين نشؤوا على طاعتك وعبادتك، ونسألك بالشيوخ الركع الذين أقسمت أن ترحمهم وأن ترأف بهم، ونسألك بأطفالنا الرضع، ونسألك اللهم بكل ذي طمرين باليين مدفوع بالأبواب، كما قال رسولك صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أولئك الذين لو أقسم عليك أحد منهم لأبررت قسمه، نسألك اللهم بذلك كله أن لا تشمت بنا أعداءنا، وأن لا تخيب آمالنا، وأن تحقق رجاءنا، وأن تسقينا غيثاً مغيثاً سحّاً طبقاً، مجللاً، مباركاً، نافعاً، يا مولانا يارب العالمين، وأن تنبت لنا الزرع، وأن تملأ لنا الضرع، وأن تفجر الينابيع كما كانت يارب العالمين، يا مولانا اللهم إنا نسألك بتجليات رحمتك على الصالحين من عبادك، وعلى هذه الأرض المباركة يارب العالمين، أن تستجيب دعاء المتضرعين إليك، وأن ترحم تضرعهم وبكاءهم يا أرحم الراحمين، اللهم إنك قلت: {فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا} [الأنعام: 6/43] وها نحن نتضرع وها نحن نسأل، وها نحن نتبتل على أعتابك، فاكشف عنا هذا البأس، اكشف عنا هذا البأس يا أرحم الراحمين، يا أرحم من سئل، ويا أكرم من أعطى، برحمتك نستغيث فارحمنا، وبإكرامك نتشبث فلا تقطع رفدك عنا يا مولانا يارب العالمين، اللهم إنا نستغيث برحمتك فأغثنا، يارب إننا نكرر وندعو ونسأل وندعو، طالبين آيبين، تائبين شاكرين صابرين، ولكنا نسألك كرمك، نسألك جودك، نسألك عطاءك، اللهم إنا نسألك بحسن ظننا بك أن لا تخيب آمالنا، وأن لا تشمت بنا أعدائنا وأعداءك، يارب استجب، يا أرحم الراحمين استجب، يا أكرم الأكرمين استجب.


وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين

MrLonely
05-06-2009, 01:30 PM
َالتاريخ:- 12 - 6- 2009
موضوع الخطبه :- خطبه عن الصلاه

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله الذي فرض الصلاة على العباد رحمةً به وإحساناً وجعلها صلة بينه وبينهم ليزدادوا بذلك أيماناً وكررها كل يوم حتى لا يحصل الجفاء ويسرها عليهم حتى لا يحصل لهم التعب والعناء وأجزل لهم ثوابها فكانت بالفعل خمسة وبالثواب خمسين فضلاً من الله ورحمة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما.
أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى (وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) عباد الله إن الصلاة عمود دينكم وقوامه فلا دين لمن لا صلاة له ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة إقامة الصلاة أيمان وتركها كفر من حافظ عليها كانت له نوراً في قلبه ونوراً في وجهه ونوراً في قبره ونوراً في حشره وكانت له نجاة يوم القيامة وحشر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومن لم يحافظ على صلاته لم يكن له نور ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف أيها المسلمون كيف تضيعون الصلاة وهي الصلة بينكم وبين ربكم إذا لم يكن بينكم وبين ربكم صلة فأين العبودية وأين المحبة لله والخضوع له لقد خاب وخسر قوم إذا سمعوا داعي الدنيا وزهرتها لبوا له سراعا وإذا سمعوا منادي الله يدعو حي على الصلاة حي على الفلاح تثاقلوا عنه وولوا أدبارا أيها المسلمون ألم تعلموا أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله يا أمة محمد يا من تقولون أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أقيموا صلاتكم ما دمتم في زمن المهلة تعرفوا إلى الله في الرخاء يعرفكم في الشدة فإن من نسي الله نسيه الله ومن أضاع أمر الله أضاعه الله يا أمة محمد من منكم عنده أمان من الموت حتى يتوب ويصلى أليس كل منكم يخشى الموت ولا يدري متى يأتيه لا يدرى أيصبحه أم يمسيه ألم يكن الموت يأخذ الناس بغتةً وهم لا يشعرون أما هجم على أناس وهم في ديناهم غافلون أما بغت أناس خرجوا من بيوتهم فما استطاعوا مضياً ولا يرجعون فمن منكم أعطي أماناً أن لا تكون حاله كحال هؤلاء أيها المسلمون المؤمنون وماذا بعد الموت الذي لا تدرون متى يفجؤكم أنه ليس بعده شيء سوى الجزاء على العمل (فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره) أيها المسلمون أيها المؤمنون بالله ورسوله أيها الشاهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أيها المؤمنون بما أنزل على محمد من ربه إن مما أوجب الله عليكم في صلاتكم أن تؤدوها في المساجد في جماعة المسلمين (وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين) إن الصلاة مع الجماعة فرض عين على كل رجل وهي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم يعني طريقته ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ومما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفع بها له درجه ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتما وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف هكذا حكى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن الصحابة رضي الله عنهم مع نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون إن الصلاة مع الجماعة في المساجد من واجبات صلاتكم ومن إقامتها والمحافظة عليها أن يصلى مع الجماعة قائماً بما فرض الله عليه والمتخلف عن الجماعة بلا عذر عاصي لربه مخاطر بصلاته فإن من علماء المسلمين من يقول إن من ترك الصلاة مع الجماعة بلا عذر فصلاته باطلة يعني أن من ترك الصلاة مع الجماعة بلا عذر فهو كمن صلى بغير وضوء أو كمن صلى إلى غير القبلة صلاته باطلة قال ذلك شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله وقاله الإمام أحمد بن حنبل في رواية عنه فكيف أيها المسلم كيف تغرر بصلاتك فتدع الجماعة بدون عذر وقد قال من قال من علماء المسلمين إن صلاتك غير مقبولة في هذه الحال المصلى مع الجماعة هو الكيس الحازم الحائز للغنيمة فإن الصلاة مع الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة والمتخلف عن الجماعة بلا عذر كسول مهمل محروم تشبه حاله حال المنافقين الذين قال الله فيهم ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) وقال فيهم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ) و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو وجد شيئاً زهيداً من الدنيا لحضر الصلاة وإن كثيراً من المتخلفين عن الجماعة لو كان له شغل من الدنيا وقت طلوع الفجر مثلاً لوجدته حريصاً على هذا الشغل لا يتخلف عنه أبدا إن الصلاة مع الجماعة ملاذ وطوالذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء ) هكذا أقسم النبي عليه الصلاة والسلام بأن الواحد من هؤلاء المنافقين المتخلفين عن الجماعة مأنينة والتخلف عنها كسل وإسراع بها غالباً بدون طمأنينة كما ترى في الذين تفوتهم الجماعة إذا صلوا ما بقي عليهم من الصلاة نقروها نقر الغراب أيها المسلمون ان من الناس من نراهم من بعض هؤلاء أصحاب الدكاكين الذين إذا أذن المؤذن أظلموا دكاكينهم ووقفوا عندها دون أن يصلوا مع الجماعة وهؤلاء حرموا من أجر الدنيا والآخرة فلا هم بقوا في دكاكينهم ولا هم ذهبوا الى بضاعة رابحة وحاذوا بها على المغانم الكثيرة ، وهذا العمل منهم عمل يجب على المسئولين أن يلاحظوهم ملاحظة تامة فإنهم أن وجدوا الرجل واقف عند دكانه دون أن يحضر صلاة الجماعة فإن عليهم أن يؤدبوه تأديباً يردعه وأمثاله عن هذا العمل لأن هذا العمل يتضمن الاستهزاء بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى من يرى هؤلاء أن يتعاونوا مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمارة و المحكمة فانه يجب عليهم جميعاً أن يتعاونوا على البر والتقوى ، فإن هذه حال الأمة الإسلامية كما قال الله عز وجل (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) قد يقول القائل إن هذه مسئولية السلطات منحصرة نوعا ًعلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونقول إن هناك نظاماً شرعياً هو نظام الله عز وجل الذي عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو وسيط بين الله وعباده وقال ( من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه).أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واقيموا الصلاة جماعة واذكروا قول الله تعالى( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون *أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب واستغفروه أنه كان غفور رحيم ... هذا الرجل يسأل يقول إن هناك أناس يبقون في مجالسهم وإذا أمرناهم بالصلاة مع الجماعة قالوا إننا نصليها هنا جماعة ولكننا نقول إن هذا ليس بعذر وإن كل إنسان يستطيع أن يحضر المسجد فأنه يجب عليه أن يحضر المسجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد هممت أن أمر بالصلاة فتقام ثم أمر رجلاً فيصلى بالناس ثم أنطلق إلى قوم لا يشهدون الجماعة أو قال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار) فقال أذهب إلى قوم وهذا يشمل ما إذا كان هذا القوم يصلون في بيوتهم جماعة أو يصلون فرادى لذلك يجب على المسلم أن يحضر المساجد إلا أن بعض أهل العلم يقولوا إذا كان في دائرة أو جهة مستقلة ولا سيما إذا كان عندهم مسجد فلا بأس أن يصلوا في مساجدهم هذا جوابنا على سؤال الأخ .
وخطبتنا الثانية أننا نحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله ما توفى رسوله محمد صلى الله وعليه وسلم حتى أتم به النعمة وأكمل به الدين ولم يبقى شئ يقرب إلى الله عز وجل إلا ذكره لأمته حتى بلغهم بلاغاً كافياً ولم يبقى شئ مما بلغه صلى الله عليه وسلم لأمته إلا نقل إلى الأمة لأن الله يقول (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وعلى هذا الأساس فإننا نقول كل من أبتدع بدعة أو تعبد إلى لله بما يرى أنه قربة وليس ذلك ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ما أحدثه مردود عليه وهو لا يزيده من الله إلا بعدا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وإن مما أحدثه الناس الاحتفال بليلة النصف من شعبان ليلة النصف من هذا الشهر يحتفلون فيها بعبادات وأذكار وقصص ليس لها صحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإننا نتكلم عن هذه الليلة من نواحي ثلاث الناحية الأولى أن بعض الناس يعتقدون أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر وأنه يكتب فيها ما يكون في تلك السنة وهذا ليس بصحيح لأنه منافي لكتاب الله عز وجل فالله تبارك وتعالى يقول في القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) فتبين أن إنزاله في شهر رمضان بنص القرآن ويقول سبحانه وتعالى ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ويقول عن هذه الليلة التي أنزل فيها القرآن ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين * فيها يفرق كل أمر حكيم) وبهذه الأدلة يتبين قطعاً أن ليلة القدر التي يفرق فيها أي يفصل فيها كل أمر حكيم يقضيه الله عز وجل إنما هي في رمضان خاصة وليست في شعبان أما الناحية الثانية فهو من ناحية فضل هذه الليلة وقد وردت فيها أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الأحاديث كلها ضعيفة ضعفها جمهور أهل العلم وحاول بعض المتأخرين أن يصححها بكثرة طرقها ولكنه لم ينجح لأن غاية ما فيها إن قلنا بأن بعضها يقوي بعضاً أن تكون من قسم الحسن لغيره وهو من الأحاديث المقبولة لكنه أضعف درجات الأحاديث المقبولة ونحن وإن قلنا بفضل هذه الليلة بناء على هذه الأحاديث الواهية الضعيفة وأنا لا أقول بها لكني أقول إن سلمنا جدلاً أنها ليلة فاضلة فإنها لا تقتضي الناحية الثالثة وهي أن تخص بقيام دون غيرها من الليالي فإن فضلها لا يقتضي أن تخصص بشيء ولهذا من المعلوم أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ومع هذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخص بصيام فكذلك على فرض ثبوت فضل ليلة النصف من شعبان فإنه لا يجوز أن نخصها بصلاة لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه لذلك أنا أدعو أخواني من المواطنين وغير المواطنين أن لا يحتفلوا بهذه الليلة وأن يجعلوها تمر عليهم كما تمر سائر الليالي لأن هذه هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأما صوم يوم النصف فهو كذلك لم يثبت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ولهذا من البدعة أن يخصص يوم النصف من شعبان للصيام فيه دون غيره لهذا نقول من أراد أن يصوم أيام البيض الثلاثة من هذا الشهر فإنه لا بأس به لأن صيام أيام البيض مما جاءت به السنة وأما أن نخصص يوم النصف وحده فإن هذا لا أصل له في الشرع وهو من البدع التي لا ينبغي للمسلم فعلها لا سيما وأنه هذه السنة سيوافق يوم الجمعة التي نهي نبي الله صلى الله عليه وسلم عن صيامها إلا أن يصوم الإنسان يوم قبلها أو يوم بعدها أيها المسلمون أيها الحريصون على الخير أيها المريدون لقرب قول الله تعالى إذا كنتم كما تكونون في الجد وفي العزيمة والحرص فبما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من التعبد لله فيه كفاية توصلكم إلى رضوان الله وجنته فاختصروا على ما ثبت عن نبيكم ودعوا ما أحدثه الناس من هذه الاحتفالات فإن ذلك خيراً لكم . ما تصنعون .

MrLonely
19-06-2009, 05:30 PM
التاريخ:-19- 6- 2009
موضوع الخطبة:-الموت

بسم الله الرحمن الرحيم..

إنّ الحَمدَ لله نَحمُدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونتوبُ إليه ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) " - سورة الانعام - ، " الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)" - سورة فاطر - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ليس له ند ولا نظير ، وأشكره سبحانه على آلائه تكفل بالرزق والتدبير ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النذير البشير ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وأخرجها من ظلمات الجهل المستطير ، إلى ميادين العلم والتنوير ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) " - سورة آل عمران - ، " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) " - سورة النساء - ، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) " - سورة الأحزاب - . . . أما بعد :
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله، فهي الزاد في الدنيا والآخرة، وبها النجاة يوم الآزفة { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } .

أمة الإسلام : إن الله خلق الثقلين لحكمة بالغة خلقهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا، خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له، ليخلصوا له العبادة، وخلق الليل والنهار وجعلهما خزائن للأعمال يحصي على العبد ما له وما عليه " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) " - سورة ق - ، " إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) " - سورة يس - ، واعلموا أيها الناس أن هذه الدنيا مزرعة للآخرة ، يفوز فيها المتقون ، ويخسر فيها الغافلون ، ومن حكمته سبحانه أنه لم يجعل هذه الدار للبقاء والاستمرار، وإنما جعلها دار ممر واعتبار ، فالرابح من صلح زرعه ، والخاسر من فسد ثمره ، وكل الناس يعلم أنما هذه الحياة الدنيا ليست لحي سكنا ، فهي سريعة الزوال، وشيكة الارتحال، ولقد قال الله لنبيه الكريم " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) " - سورة الانبياء - ، فالبقاء لله الواحد القهار ، قال تعالى : " يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) " - سورة غافر - ، أخرج مسلم في صحيحه من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَطْوِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ؟ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ؟ " .

تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر
فكـم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا *** وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري
وكم من صغار يرتجى لهم طول العمر *** وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبـر
وكـم من عروس زينوها لعرسـها *** وقد قبضت أرواحهم ليلـة القـدر
وكـم من صحيح مات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
فـمن عـاش ألفـا وألفيـن إنـه *** لابـد من يـوم يسـير إلى القبر

أمة الإسلام : إن الله كتب الفناء على كل شيء " وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) " - سورة القصص - ، وحكم بالموت على كل حي " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) " - سورة الرحمن - ، كل نفس يا عباد الله لا بد أن تشرب المنون صغيرة أم كبيرة ، ملكة أم فقيرة ، وزيرة أم حقيرة ، " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) " .

أمة الإسلام : لا يدري الإنسان متى يفجؤه الأجل ولا أشد وأعظم على الميت وأهله من إتيان الموت له فجأة ، وهو في كامل صحته وعنفوان قوته ، وتمام نشاطه ، ومع تزايد النعم والعيش الرغيد ، لم يحسب للموت حسابه ولم يظن أهله أن ينزل عليه الموت ، فإذا هم به قد سقط ميتا لا حراك به فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر ، ولهذا من الغفلة أن يلهو الإنسان عن الموت وعن الاستعداد له فيقصر في الواجبات ويقع في السيئات ويأخذ حقوق الناس بغير حق بل بالظلم والبهتان ويتعدى على الغير في مال أو عرض أو نفس ، يؤذي المسلمين والجيران ، يأكل حقوق الإجراء والخدم ، يظلم الزوجة والأولاد ، وربما وقع الظلم من الأجير لمن استأجره ، فكم من الناس من نسي الموت ولم يخطر له على بال ، بل وتراه في أكمل أحواله صحة ونشاطا وعافية ومالا ، فلا يلبث أن يأتيه الموت فجأة فلا يتمكن من تدارك نفسه ومن التوبة إلى الله والتحلل من المظالم ، فربما لقي ربه محملاً بالأوزار والآثام ، فلنكن عباد الله على حذر من هذا ، ولنتدارك النفس قبل فوات الأوان وإن كثيرا من الناس في هذا الزمان استولى عليهم حب المال والجاه والمناصب ، حتى ضيعوا حياتهم لهواً ولعباً ، وللمال جمعاً وحباً ، نسوا هادم اللذات ومفرق الجماعات ، وربما قصروا في كثير من الواجبات ووقعوا في كثير من المخالفات ، وارتكبوا كثيرا من المنهيات والمحرمات ، " الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) " ، فلله در أقوام علموا قرب الرحيل فهيئوا الزاد للسفر الطويل ، قاموا بما أمر الله وتركوا ما نهى عنه ، هونوا الدنيا فقنعوا منها بما حضر ، واستوثقوا بقفل التقوى واستعدوا للسفر ، وحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا ، لما احتضر سليمان التيمي قيل له : أبشر فقد كنت مجتهداً في طاعة الله ، فقال : لا تقولوا هكذا ، فإني لا أدري ما يبدوا لي من الله عز وجل ، فإنه سبحانه يقول : { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47)} - سورة الزمر - ، وكم من الناس اليوم من يعمل الموبقات ، ويجترح المهلكات ولا يعبأ بالسيئات ، وكل مسجل في صحيفته يوم الجزاء والحساب ، إذا نشرت الدواوين وتطايرت الصحف ، وفتحت السجلات للفصل والقضاء ، ألا فاعلموا عباد الله أن العاصي لو عصى مخلوقاً لجزع من لقائه ، فكيف بمن يعصي الخالق جل جلاله ، فكيف يلقى خالقه محملاً بأوزاره وآثامه ، بكى محمد بن المنكدر عند الوفاة ، فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : والله ما أبكي لذنب أعلم أني أتيته ، ولكن أخاف أني أتيت شيئاً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم ، وكم من المسلمين اليوم من يجاهر بالمعاصي العظام والكبائر الجسام جهاراً نهاراً ، بلا خوف ولا حياء من جبار الأرض والسماء ، ربا وزنا ولواط ومخدرات ، دخان ومسكرات ، مشاهدة للقنوات ، سماع للأغاني الماجنات ، وتحلق حول المسلسلات الفاضحات ، والطامة العظمى ، والمصيبة الكبرى ، هجران كثير من المسلمين للصلوات ، وعقوق للوالدين ، وقطيعة للأرحام ، قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه ، فقال : ضع رأسي على الأرض ؟ فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض ، فقال عبدالله : فوضعته على الأرض ، فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل ، هذا عمر الفاروق رضي الله عنه مبشر بالجنة ويقول ما قال ، فكيف بمن لم يبلغ شيئاً من منزلته ، لهو أعظم أن يخشى ربه ، ويراقبه في كل تصرفاته وحركاته ، قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني ، فأجلسوه ، فجلس يذكر الله , ثم بكى وقال : الآن يا معاوية ، جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام , أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان ، ثم بكى وقال : يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي ، اللهم أقل العثرة واغفر الزلة ، وجد بحلمك على من لم يرج غيرك ولا وثق بأحد سواك ، ثم فاضت روحه رضي الله عنه ، ودخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ، فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا, وللإخوان مفارقا , ولسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , وعلى الله واردا , ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته *** بعفوك ربي كـان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب *** لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما

ولما حضرة الوفاة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه قال لبنيه : يا بني , إني قد تركت لكم خيراً كثيراً ، لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأوا لكم حقاً ، يا بني ، إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا وأدخل النار , أو تفتقروا وأدخل الجنة ، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قوموا عصمكم الله ، قوموا رزقكم الله ، قوموا عني , فإني أرى خلقاً ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن ولا إنس ، قال مسلمة : فقمنا وتركناه , وتنحينا عنه , وسمعنا قائلاً يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين " ، ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى ، فأين ملوك الأرض ، ورؤساء التراب ، وساسة العنصرية ، عن عدل عمر بن عبد العزيز ، ولي من أولياء الله تعالى ، ترك الدنيا واشترى الآخرة ، لم يهتم بجمع الأموال ، ونهب الخزائن ، لم يترك طبقة غنية ، وأخرى فقيرة ، بل أقبل على الله خائفاً وجلاً من يوم التلاق ، فأكرمه ربه بالثبات يوم الممات ، قال تعالى : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) " - سورة يونس - ، وحينما حضر المأمون الموت قال : أنزلوني من على السرير ، فأنزلوه على الأرض ، فوضع خده على التراب وقال : يا من لا يزول ملكه ، ارحم من زال ملكه ، فأين أصحاب المعاصي ، ومقترفوا الذنوب ، ومرتكبوا الآثام عن تذكر الموت ، الذي قطع كل لذة في هذه الحياة الدنيا ، الموت الذي لا يفر منه مطلوب ، ولو أغلق الحواجز ، ووضع الجنود ، قال تعالى : " أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) " - سورة النساء - ،
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها *** وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *** هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

أمة الإسلام : في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة ، كان المرض قد اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسرت أنباء مرضه بين أصحابه ، وبلغ منهم القلق مبلغه ، واشتد الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا فاطمة فسارها أنه سيقبض في وجعه هذا ، فبكت لذلك ، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ، فضحكت ، واشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبلغ منه مبلغه ، فقالت فاطمة : واكرب أبتاه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا كرب على أبيك بعد اليوم ، وأوصى وصيته للمسلمين وهو على فراش موته فقال : الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم ، وكررها مراراً ، واشتد الألم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح وجهه بالماء وهو يقول : لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات ، ثم شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحركت شفتاه قائلا : مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم اغفر لي و ارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى "، وفاضت روح خير خلق الله ، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مات من أرسله الله رحمة للعالمين مات من أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور ، فإنا لله وإنا إليه رجعون ، إنه الموت يا عباد الله ، الذي لا مفر منه ولا مهرب ، لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ، ولا ذكراً ولا أنثى ، ولو نجى منه أحد لنجى منه أنبياء ورسله وصفوة خلقه ، ولكنه قدراً مقدوراً ، ففروا إلى الله أيها الناس واعتصموا بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وتوبوا إليه سبحانه فهو الغفور الرحيم ، وتداركوا أنفسكم قبل فوات الأوان ، قبل أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وتقصير ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفوراً .

---

الحمد لله الولي الحميد الفعال لما يريد ، أحمده سبحانه ، خضعت له الرقاب ، وذلت له العبيد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نديد ، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صاحب القول السديد ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الوعيد . . . أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله واستغفروه واعلموا أنكم إليه راجعون ، واعلموا أن أقدامكم على النار لاتقوى، وأن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم، وسيتخطى غيركم إليكم، فخذوا حذركم ، فـ " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني " .

أمة الإسلام : اعلموا أن الدنيا، دار بلاء وابتلاء، وامتحان واختبار، لذلك قدر الله فيها الموت والحياة، وهي مشحونة بالمتاعب، مملوءة بالمصائب، طافحة بالأحزان والأكدار، يزول نعيمها، ويذل عزيزها، ويشقى سعيدها، ويموت حيها، مزجت أفراحها بأتراح، وحلاوتها بالمرارة، وراحتها بالتعب، فلا يدوم لها حال، ولا يطمئن لها بال ، فليت شعري ،أي امرئ سلم فيها من الشدة والنكبة، أي امرئ لم تمسسه المصيبة والحسرة، من عاش في هذه الدنيا لم يخل من المصيبة ، وقلما ينفك عن عجيبة ، فكم من ملوك وجبابرة فتحوا البلاد، وسادوا العباد، وأظهروا السطوة والنفوذ، حتى ذعرت منهم النفوس، ووجلت منهم القلوب، ثم طوتهم الأرض بعد حين، فافترشوا التراب، والتحفوا الثرى، فأصبحوا خبراً بعد عين، وأثرا بعد ذات ، وكل إنسان، سيسلك الطريق الذي سلكوه، وسيدرك الحال الذي أدركوه، ولكنه مأخوذ بغمرة من الدنيا عابرة، ستليها ويلات ونقمات ، وصرخات وآهات ، فمن كان مستغرقاً في سبات عميق ، ستكشفه سكرات الموت عما قريب { أَلْهَـاكُمُ التَّكَّاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} - سورة التكاثر - ، فعودوا إلى الله أيها المقصرون ، اتقوا الله أيها المذنبون ، واحذروا الموت كل ساعة ولحظة ، فهو بالمرصاد يترقب دنو الأجل ليهجم على عجل ، ليقربك من آخرتك ، ويبعدك عن دنياك ، يدنيك من الآخرة ، ويقطع عنك الآمال والأحلام ، فأين العقلاء والشرفاء والرفعاء والوضعاء عن أمر الموت ، وقد قال الله تعالى : "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
" - سورة لقمان - ، هذا وصلوا وسلموا على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً} ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الآل والصحب الكرام، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع كلمة الحق والدين وانصر عبادك المؤمنين، واحفظ إمام المسلمين، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وأيده بتأييدك، وأعز به دينك يارب العالمين، اللهم كن له على الحق مؤيدا ونصيرا، ومعينا وظهيرا، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم كتابك، والعمل بسنة نبيك، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، اللهم دمر أعداء الدين وسائر الكفرة المعاندين، الذين يصدون عن سبيلك ويعادون أهل دينك، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك وفي نصرة دينك، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم سدد سهامهم، وآراءهم، اللهم أجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى والبر والتقوى، اللهم مُنَّ عليهم بالاعتصام بحبلك المتين، وبشرعك المبين، اللهم تجاوز عن سيئاتنا ، واعف عن زلاتنا ، اللهم ارزقنا الاستقامة على الدين ، اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، اللهم هون علينا سكرات الموت ، اللهم يمن كتبانا ، ويسر حسابنا ، وأجرنا من النار ومن فتنة القبر والدجال إنك على كل شيء قدير ، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتهم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

---- منقول---- يحيى بن موسى الزهراني

MrLonely
19-06-2009, 05:50 PM
التاريخ:- 26 - 6 - 2009
الموضوع:- فضل يوم عظيم " الجمعه"
------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أن الجمعه لها أهمية عظيمة في ديننا ففيها عيد الأسبوع وكذلك فيها :

*ساعة الإجابة وأنقل لكم ماجاء في السنة عن هذه الساعه عن أبي هريرة أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال
**خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدموفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة

. ( صحيح ) _ الصحيحة 961 ، صحيح أبي داود : وأخرجه مسلم .

وفيها ايضا :
‏عن ‏ ‏أبيهريرة ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذكر يوم الجمعة فقال ‏فيه ‏(((‏ساعة )))‏ لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم ‏ ‏يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاهإياه وأشار بيده يقللها
.رواه البخاريوقال أيضا *التمسوا الساعة التي ترجىفي يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس وبهذا نعرف أن من فاته عصر الجمعه فيكونتحسرا أكثر ممن يفقد ميتا,, أليس كذلك!! ألا توافقونني!
العمل الصالح

”الجُــمعة“

ثواب من اغتسل يوم الجمعة:
عن أبي أمامة رضيالله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” إن الغُسل يوم الجمعة ليسُلّالخطايا من أصول الشعر استلالاً“ رواه الطبراني وابن خزيمة وابن حبانعن أبي بكررضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
”من اغتسل يوم الجمعة،كُفرت عنه ذنوبه وخطاياه“ خرجه الطبراني بإسنادهثواب صلاة الجمعة:
عنعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” يحضر الجمعة ثلاثة: فرجل حضرها يلغو، فذلك حظه منها، ورجل حضرها بدعاء، فهو رجل دعاالله إن شاء أعطاهوإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلمولم يؤذ أحداً، فهي كفارة إلى الجمعة التي تليه او زيادة ثلاثة أيام، وذلك أنالله تعالى يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها“ رواه أبو داود وابنخزيمة فضل يوم الجمعة :

عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليهوسلم قال:
” إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربع وعشرون ساعة ليس فيها ساعة إلاولله فيها ستمائة ألف عتيق من النار“ زاد بعض الرواة: ”كلهم قد استوجب النار“ خرجهأبو يعلى بإسنادهومن فضل يوم الجمعة :
عن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي اللهعنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” إن يوم الجمعة سيّد الأيام وأعظمها عندالله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه خمس خِلال:

خلق اللهفيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسألاللهَ فيها العبدُ شيئا إلاأعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة. ما منملَك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا بحر إلا وهُنّيشفقن من يوم الجمعة“ رواه أحمد وابن ماجه بإسناد حسنثواب قراءة بعض السور يوم الجمعة :

عنابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” من قرأ السورةالتي يُذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى عليه الله وملائكته حتى تغيب الشمس“ خرجهالطبراني بإسنادهعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال:
”من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غُفر له“ خرجه الأصبهاني بإسنادهوايضامن بعض قراءة بعض السور يوم الجمعة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلىالله عليه وسلم قال:
” من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة غُفر له“
خرجه الترمذيبإسنادهعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال:
”من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين“ رواهالنسائي والحاكم

الدعاء

اللهمَّ يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات الأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.

اللهمَّ إني أسألك، أن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين.

بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.

الحمد لله الذي لا يُرجى إلا فضله، ولا رازق غيره.

الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.

اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتُبيّض بها وجهي.

يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ إليك مددتُ يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فأقبل توبتي، وأرحم ضعف قوتي، وأغفر خطيئتي، وأقبل معذرتي، وأجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت.

اللهمَّ أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المنيع فلا تُرام، وأنت المجير فلا تُضام ، وأنت على كل شيء قدير.

اللهمَّ لا تحرمني سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك… ولا تخيبني وأنا أرجوك.

اللهمَّ إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك.

اللهمَّ لكَ أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليكَ توكلتُ، وبكَ خاصمتُ وإليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وأنتَ المقدم وأنتَ المؤخر. لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر والباطن، عليكَ توكلتُ، وأنتَ رب العرش العظيم.

اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكها يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.

اللهمَّ إني أسألك مسألة البائس الفقير ـ وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك ربي شقياً، وكن بي رؤفاً رحيماً يا خير المئولين، يا أكرم المعطين، يا رب العالمين.

اللهمَّ رب جبريل وميكائيل واسرافيل ، اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تُحب وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ـ ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً، وحافظاً و ناصراً. آمين يا رب العالمين.

اللهمَّ أستر عورتي وأقبل عثرتي، وأحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، ولا تجعلني من الغافلين.

اللهمَّ إني أسألكَ الصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء، يا رب العالمين.
آمين يا أرحم الراحمين.

منقول..

MrLonely
26-06-2009, 02:52 PM
يغلق الى الجمعه القادمة أنشاء الله