المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو الشاب المسلم ؟ مهم جدا



moode
22-12-2008, 08:24 PM
السلام عليكم

من هو شاب المسلم

في شبابنا من يكتفي في إسلامه أن ينشأ في بيت إسلامي، ويسمى محمداً أو مصطفى،ويعد عند إحصاء طوائف البلاد في قبيل المسلمين، ولا تجد بعد هذا فارقاً بينه وبينشاب لا تمت روحه إلى الإسلام بصلة. وهذا ما بعثني على أن اخترت للمحاضرة موضوع (منهو الشباب المسلم).

ذلك أن أنظار حكماء الأمة متجهة إلى بناء مدينة روحهاالإيمان، وجسمها نظم الإسلام، وحليتها آدابه التي صاغتها يد الوحي السماوي، ومازالت ولن تزال في صفاء وضياء، فوجب أن تعلم من هو الشباب الذي يصلح لأن يمد يدهلبناء هذه المدينة الشامخة الذرى، فنقول:
الشباب المسلم هو الذي يسمو بنفسهإلى أن يكون مسلماً حقاً، فيقرأ القرآن المجيد بروية، ويجيل فكره في آياته الزاهرة،حتى يتملأ حكمه البالغة، ومواعظه الرائعة، قال -تعالى-: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ}.

والشاب المسلم هو الذي يؤمن بالله من الشرك أو ما يشابه الشرك،فيعتقد من صميم قلبه أن الله وحده هو المتصرف في الكون، فلا مانع ولا ضار إلا هو،وبهذه العقيدة السليمة يحمي نفسه من أن تلابسها مزاعم مزرية، ويصغر في عينه كلجبار، ويهون عليه احتمال المصاعب، واقتحام الأخطار في سبيل الجهاد في الإصلاحوالدعوة إلى الحق.

والشاب المسلم هو الذي يدرس سيرة رسول صلى الله عليهوسلم دراية يرى بها رأى العين أن تلك المكانة البالغة المنتهي من الحكمة وقوةالبصيرة، والنهوض بجلائل الأعمال المختلفة الغايات، مكانة لا يدركها بشر ليس برسولوإن بلغ في العبقرية الذروة القصوى، وأنفق في السعي إليها مئات من الأعوام أوالأحقاب.

والشاب المسلم يستجيب لله فيما شرعه من عبادات تقربه إليه زلفى،كالصلوات الخمس بقلب حاضر، ويؤديها ولو بمحضر طائفة لم تذق حلاوة الإيمان، فتنظرإلى المستقيمين بتهكم وسخرية، وضعفاء الإيمان من شبابنا لا يقومون إلى الصلاة فيمجالس الملاحدة وأشباه الملاحدة من المترفين يخافون أن يسخروا منهم أو تزدريهمأعينهم.

والشاب المسلم يعتز بدين الله، فيدافع عنه بالطرق المنطقية، ويرميبشواهد حكمته في وجه المهاجم له، أو ملقي الشبه حوله، وإن كان ذا سلطان واسع وكلمةنافذة، وضعفاء الإيمان من شبابنا تتضاءل نفوسهم أمام أولئك الطغاة، ويقابلون تهجمهمعلى الدين بالصمت، وربما بلغ بهم ضعف العقيدة أن يجاروهم فيما يقولون، وسيعلم الذينيشترون رضا المخلوق بغضب الخالق أي منقلب ينقلبون.

والشاب المسلم يذكر فيكل حين أن أمد عمره غير معروف، ويتوقع انقطاعه في كل يوم، فتجده حريصاً على أن لاتمر ساعة من ساعات حياته دون أن يكسب فيها علماً نافعاً أو عملاً صالحاً.
إذا مـا مضى يوم ولم أصطنع يداً *** ولم أكتسب علماً فما ذاك منعمري

والشاب المسلم إذا وكل إليه عمل أقبل عليه بنصح، وتولاه بأمانة،ذلك بأنه يشعر بأن الرجال إنما يتفاضلون على قدر إتقانهم للأعمال، ويشعر بأنه مسئولعما ائتمن عليه بين يدي من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

والشاب المسلم ينظر بنور الله، فلا يسارع إلى تقليد المخالفين، ومحاكاتهمفي عاداتهم وأساليب مدنيتهم وإن لم تقم على رعاية مصلحة، وضعفاء الإيمان يحرصون علىأن يقلدوهم في كل شيء ولو خالف آداب الشريعة، كمن يمسك السكين باليمين عند الأكلوالشوكة بالشمال، ويتناول بها الطعام مخالفاً لآداب الشريعة الغراء.

والشاب المسلم يؤمن بأن النظم الإسلامية الاقتصادية أرقى نظم يسعد بها البشر، ويدركون بهاحياة مطمئنة آمنة، فمن يعتقد أن الربا مثلاً من الوسائل التي تتسع بها الثروةوينتقل بها الناس من فقر إلى غنى، فقد وقف بهذا الرأي محارباً لله ورسوله، ولايزيده ما يرتكبه في تحريف نصوص الشريعة عن مواضعها إلا ضلالاً.

والشابالمسلم لا يجعل أحكام الشريعة تابعة لهواه وشهواته، فيأخذ في تأويل نصوص الشريعةوالتلاعب بقواعدها حتى يزعم أنها موافقة لهواه، كمن يحاول أن يكون لسفور النساءوتبرجهن واختلاطهن بالرجال غير محظور شرعاً، يزعم هذا لينظر إلى بنات المسلمينوأزواجهن بملء عينيه، أو يتصل بهم دون أن يسمع كلمة إنكار.

والشاب المسلملا يسعى لمجالسة الجاحدين إلا أن تدعوه إلى ذلك ضرورة، فإن علامة حياة القلببالإيمان تألمه من سماع كلمة تهكم أو طعن في الدين، وقد دل التاريخ والمشاهدة أنالزنادقة إن لم يطعنوا في الدين أو يتهكموا بالمؤمنين صراحة لم يلبثوا أن يطعنوافيه أو يتهكموا به رمزاً وكناية، ثم إن الملحد أيها الشاب المسلم لا تجد فيه خلقهوفاء، ولا في مودته صفاء، إلا أن تسير سيرته، وتحمل بين جنبيك سريرته.

والشاب المسلم يمثل سماحة الإسلام، وفضله في تهذيب النفوس، وأخذها بأرقىالآداب، فإذا جمع بينه وبين المخالفين المسالمين عمل لمصلحة وطنية، عاشرهم برفقوإنصاف، وإذا دارت بينه وبينهم محاورة في علم أو دين اكتفى بتقرير الحقائق، وإقامةالحجة، وطهر لسانه أو قلمه من الكلمات الجافية، وأخفى ما قد يقع في نفسه من غيظ،والتجملُ بالأناة وحسن السمت، ولين القول قد يجاذب النفوس الجامحة عن الحق، ويخطوبها الخطوة الأولى إلى التدبر في الحجة.

والشاب المسلم يعمل ليرضي ربه، ولايحفل بأن تكون له وجاهة عند رجال الدولة، فإذا وجد أمامه أمرين أحدهما يرضي الخالق،وثانيهما يقربه من ذوي السلطان درجة اختار أولهما، فإن آثر رضا السلطان على رضاالله، فليتفقد مقر إيمانه، فعساه أن يهتدي إلى المرض الذي طرأ على قلبه، فليلتمس لهدواء ناجعاً، وإنما دواؤه الناجع أن يعلم أن الله يمنعه من ذوي السلطان، وأن ذويالسلطان لا يمنعونه من الله.

والشاب المسلم قد تقتضي عليه ظروف خاصة بأنيسكت عن بعض ما هو حق، ولكنه إذا تكلم لا يقول إلا الحق.

والشاب المسلم لايزن الناس في مقام التفاضل بما يزنهم به العامة من نحو المال أو المنصب، وإنمايزنهم بما يزنهم به القرآن المجيد والعقل السليم من ورائه، أعني العلم النافعوالسيرة النقية الطاهرة، كما قال -تعالى-: {إِنَّأَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }.

والشاب المسلم يكسبالمال ليسد حاجات الحياة، ويحيط نفسه بسياج من العفاف والكرامة، ويأبى أشد الإباءأن يسعى له من طريق الملق وإراقة ماء الوجه، والذي يبذل ماء محياه ولا يبالي أن يقفموقف الهوان، هو الشخص الذي فقد أدب التوكل على الخالق جل شأنه، وزهد في ثوب العزةالذي ألبسه إياه بقوله{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِوَلِلْمُؤْمِنِينَ}.

والشاب المسلم لا يرفع رأسه كبراً وتعاظماًعلى الطيبين من الناس، وإن كان أغزر منهم علماً، وأعلى منصباً، وأكثر مالاً، وأوسعجاهاً، وإنما الكبر والتعاظم مظهر قذارة في النفس توحي إلى أن من ورائها نقائص أرادصاحبها أن يوريها عن أعين الناس بهذه الكبرياء.

والشاب المسلم يرفع رأسهعزة على من يعدون تواضعه خسة في النفس أو بلاهة في العقل، حتى يريهم أن الإيمانالصادق لا يلتقي بالذلة في نفس واحدة.

والشاب المسلم إذا رأى منكراً يفعل نهى عنه، وإذا رأى معروفاً يترك أمر به، ولا يقول كما يقول فاقدوا الغيرة علىالإصلاح: ذلك شأن رجال الدين يعنون أرباب العمائم الخاصة، والدين لم يقصر واجبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طائفة تسمى رجال الدين بل أوجب الأمر بالمعروفعلى كل من عرف أنه معروف، وأوجب النهي عن المنكر على كل من عرف أنه منكر. لا فرقبين الشاب والشيخ والمتعمم وحاسر الرأس.


هذه كلمة سقنا فيها مثلاًمن السيرة التي تجب أن يكون عليها شباب الإسلام، وإذا هم تحروها رشداً، وثقنا بأنلنا أمة تستطيع أن تقف أمام كل قوة وهي على ثقة بأن تجد من الله ولياً نصيراً

منقول

aljawal
22-12-2008, 08:38 PM
جزاك الله الف خير

moode
22-12-2008, 08:41 PM
جزاك الله الف خير

مشكور على ردك الجميل

starpk
04-01-2009, 11:41 PM
الله يبارك فيك
ونريد المزيد لاننا محتاجين الى هذه المواضيع
وجزاك الله خيراً

CrashBoy
06-01-2009, 01:56 PM
Thanks modo3 gamel

rachid91
06-01-2009, 02:27 PM
جزاك الله الف خير

لهب
06-01-2009, 02:33 PM
مشكور اخي على الموضوع القيم ....... جزاك الله خيرا عنا و عن المسلمين

حمض الخليك
30-01-2009, 03:19 PM
جزاك الله ألف خير
فعلا يستحق بأن يكون الموضوع المميز بالمنتدى

nnooplo
02-02-2009, 01:35 AM
بارك الله فيك وصدق القائل

ملكنا الدنيا ونحن لا نعرف الالقاب وعرفنا الالقاب فبقينا فيها

بوركت اخي من قول وعمل

جزاك الله عنا كل خير

الهاوي
23-04-2009, 02:02 AM
جزاك الله خير الجزاء
ويستحق التميز